-A +A
فهيم الحامد
المنطقة برمتها تغلي وهي على برميل بارود اشتعل جزء كبير منه للأسف وهي تمر أيضا بمنعطفات تاريخية وتشهد تصعيداً خطيراً وغير مسبوق بعد عملية «الوعد الصادق» والتي قامت قوات حزب الله خلالها بأسر جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية آخرين في عملية نوعية لم تفاجئ اللبنانيين أنفسهم فحسب بل انها فاجأت القادة العسكريين الإسرائيليين وخلطت أوراقهم اذا افترضنا انهم كانوا منهمكين في قتل الفلسطينيين وتدمير بنيتهم التحتية منذ بداية «عملية أمطار الصيف الإسرائيلية» ردا على «عملية الوهم المتبدد الفلسطينية».ردة الفعل الإسرائيلية جاءت قوية ومتوقعة عبر الهجوم الجوي والبري المفتوح على الجنوب اللبناني وقصف مطار بيروت وفرضها حصارا بريا وجويا وبحريا على لبنان بالكامل. ويبدو أن السيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات بما في ذلك احتمال توسيع دائرة الحرب الإسرائيلية لتشمل ضرب أهداف سورية منتقاة وتحديدا قيادات حماس في دمشق وهذا ما طالبت به صحيفة هارتس. وهذا مالا نأمله إطلاقا لأنه في حالة حدوث مثل هذه العمليات العسكرية داخل العمق السوري لاقدر الله فان برميل البارود المشتعل أصلا سينفجر والجميع بدون استثناء سيتضرر و ستدخل المنطقة في نفق مظلم لا احد يستطيع التنبؤ بنهايته. ولا يمكن إطلاقا استبعاد قيام إسرائيل بمغامرة في سوريا بهدف امتصاص غضبة الشارع الإسرائيلي على اولمرت الذي يحاول إعادة هيبة قواته بعد العمليتين النوعيتين .ولاّن قيادات إسرائيل العسكرية و الملوثة أيديها بدماء الفلسطينيين وقعوا في اسر الإفراط في استخدام القوة ضد الفلسطينيين واللبنانيين فإنهم يستخدمون قوتهم العسكرية بدون هوادة اكبر ضد اللبنانيين. واسرائيل بالتأكيد هي المسؤولة عن تدهور الأوضاع ووصولها إلى هذه النتيجة المأساوية لأنها ضربت عرض الحائط بكل المبادرات لإيجاد حل عادل وشامل للسلام في المنطقة.
ولان الموقف متأّزم وصعب والتاريخ لن يغفر لأحد كان يجب على القيادات الفلسطينية بكافة توجهاتها وأيضا اللبنانية وخاصة قيادات حزب الله ،أن يتحلوا بالحكمة وان يحسبوا بدقة خطواتهم ويقيّموا الموقف الخطير بحنكة ومنطق لأن الحرب التي تقودها اسرائيل قد تتحول إلى حرب شاملة في المنطقة.
وقد يكون السؤال الأهم المطروح الآن هو كيف ومن يمنع الانفجار الذي سيطال المنطقة كلها ولن يوفر أحدا بعد أن اشتعل برميل البارود في جنوب لبنان.

alhamid_faheem@yahoo.com